في ورشة عمل بأربيل.. السيد شمائيل ننو: الإدارة الأميركية.. تتعامل مع الجميع كأقليات دينية ويبدو أنها تدفع بها باتجاه الإقليم وتسوّق له على أنه الحضن الدافيء لهذه الأقليات !!
أقام المعهد العراقي لصيانة وحفظ الآثار والتراث.. وبالتعاون مع منظمة (سمث سونيون ـ Smith Sonian / واشنطن ـ الولايات المتحدة الأميركية)، للفترة من 2 ـ 3 آب 2016، ورشة عمل خاصة بحماية ورعاية التراث الثقافي الديني، وذلك في المقر الرئيس للمعهد.. والكائن في أربيل.
ووفق البرنامج.. تم عرض جانب من الجهود المبذولة لإنقاذ التراث الثقافي خلال وقت الأزمات للأقليات الدينية، عرَضَها خبراء مختصون في هذا الجانب، ومناقشة ذلك مع الحضور الذين وصفهم الجانب الأميركي بقادة الأقليات الدينية.
وحضيت الورشة بتغطية إعلامية معتبرة، ورعاية رسمية متمثلة بحضور السيد محافظ أربيل.. ورئيس هيئة حقوق الإنسان المستقلة في الإقليم، وحضور أميركي متميز تمثل بالقنصل العام في أربيل وعدد من المستشارين في القنصلية، وكذلك مشاركة السيد “نوكس ثامس” المستشار الخاص لأوباما للأقليات الدينية، والحضور المحلي الذي تمثل بممثلي جميع الأقليات الدينية في حكومة إقليم كوردستان، وآخرين يمثلون بعض هذه الأقليات أيضا، ومسؤولين في المديرية العامة للآثار ومديرياتها في الإقليم، وبعض منظمات المجتمع المدني. وشارك فيها أيضا السيد شمائيل ننو كبرلماني سابق.
وقال السيد ننو في تصريح إعلامي: (بعيدا عن برنامج الورشة.. فمن الواضح أنها جاءت متزامنة مع مؤتمر آخر تم عقده في واشنطن مؤخرا تركز حول الأقليات الدينية والمخاطر التي تواجهها في ظل “داعش” وتداعيات معركة تحرير نينوى وسهلها، والمخاوف على مستقبل هذه الأقليات التي تقطن غالبيتها في تلك المنطقة.
وكما يبدو فإن الإدارة الأميركية الحالية، ومن باب المسؤولية الأخلاقية، بعد الكوارث التي لحقت بالأقليات عقب احتلال العراق عام 2003، وبلورة موقف إزاء حقوق هذه الأقليات ومعاناتها مع قرب تحرير الموصل وسهل نينوى.. تتعامل مع الجميع كأقليات دينية وتدفع بها باتجاه الإقليم وتسوّق له، وفق رؤيتها ومصالحها، على أنه الحضن الدافيء لهذه الأقليات، بالرغم من المطالب القومية الواضحة لبعض هذه المكونات وبضمنها شعبنا الكلدوآشوري السرياني وآخرين أيضا، وسعيهم لنيل إرادتهم الحرة على أرضهم التاريخية.. بعيدا عن الوصاية الحزبية والقومية، والتي عانوا منها طيلة السنوات الماضية.. وبعد فشل البيشمركة والقوات الحكومية في حماية المنطقة).
وأضاف السيد ننو بأن (مداخلته في الورشة تضمنت ثلاث نقاط انطلقت من برنامج المعهد العراقي، ومن كونه يبحث عن صيانة الإرث البشري النادر الخاص بحضارة بلاد النهرين، وكذلك السعي بأن يعمل الجميع بروح واحدة من أجل صيانة أقدم الحضارات وموطن أعرق الآثار في تاريخ البشرية.
ولكن في حقيقة الأمر، وفي البرنامج الذي تم وضعه ومناقشته، فقد جرى التركيز على الجانب المسيحي أو الديني فقط. وبالرغم من اعتزازنا بهويتنا الدينية المسيحية.. وكوننا في العراق أبناء أقدم الكنائس في العالم، لكن تاريخنا لا ينحصر بألفي سنة بل هو مرتبط ومتداخل بتاريخ بلاد النهرين الممتد لآلاف السنين. وهذا يؤشر لهوية قومية، ولنا تسمية قومية غير الدينية المسيحية.. وإن اختلفت فهي تعني محتوى واحد، لكننا لم نر في البرنامج أية إشارة لهذه الهوية).
أما عن الاهتمام.. فأشار السيد ننو (إلى ما جرى من جرائم يندى لها الجبين بحق أعرق الآثار في سهل نينوى، لكن وفي الحقيقة فحتى الاهتمام الإعلامي العالمي لم يرتق إلى مستوى الحدث الكارثة.. كما حصل مثلا لجريمة استهداف تمثال بوذا في أفغانستان. ومع ذلك فإن هناك مواقع أثرية مهمة في مناطق آمنة.. ولكنها ومع شديد الأسف لا زالت تعاني التهميش وعدم الاهتمام!!.. “كما الحال مثلا مع مدخل معلثايا، وخنس.. في دهوك، وسد جروانة في الشيخان، وبوابة نارمسين في السليمانية”).
وأخيرا.. أضاف السيد شمائيل ننو موجها كلامه للجانب الإميركي: (إنكم تخاطبون النخب هنا من أجل تشجيع التآخي والعيش المشترك، لكن.. هل تتابعون ما يُدرّس في مناهج التاريخ الرسمية في مدارس وكليات الإقليم؟!، ومدى مطابقتها مع الحقائق العلمية.. ومساهمتها في ترسيخ العيش المشترك وليس الاستعلاء القومي)؟!.