في بيانه بيوم الشهيد الآشوري.. حزب أبناء النهرين يحمّل بغداد وأربيل مسؤولية الفشل وعدم القدرة على تحمل مسؤوليتهما القانونية والأخلاقية في حماية الأقليات

أصدر حزب أبناء النهرين بيانا لمناسبة يوم الشهيد الآشوري الذي يتم استذكاره في السابع من آب من كل عام ارتباطا بمجزرة سميل عام 1933، هذا نصه:

بيان
يحتفي شعبنا الكلدوآشوري السرياني في يوم 7 آب 2019، بالذكرى 86 ليوم الشهيد الآشوري، رمزا للمذبحة التي ارتكبت بحق أبنائه في مدينة سميل من العام 1933 وكان ضحاياها الآلاف من الأبرياء، لكن حقيقة الواقع أن هذه المذابح كانت وما زالت مستمرة بحقه منذ قرون، بشتى الوسائل وفي كل مكان من وجوده في أراضيه التاريخية، فبالأمس 6 آب مرت الذكرى الخامسة للإبادة التي ارتكبت في الموصل وسهل نينوى من قبل عصابات (داعش) عام 2014، باقتلاع الشعب من جذوره وتهجيره القسري وتشتيته في كل العالم، وقبلها مجزرة سيدة النجاة في بغداد، وغيرها العشرات عبر التاريخ في حكاري وطور عبدين وديار بكر وسعرد وأورميا وصوريا والخابور .. إلخ.
وإذ يواجه شعبنا الكلدوآشوري السرياني منذ 2003 بعد تغيير النظام السابق، واقعا أكثر مأساويا أدى لانحسار وانكماش وجوده في أغلب المناطق بشكل دراماتيكي، وبما يهدد بإنهاء هذا الوجود الحضاري والتاريخي كاستمرار لسلسلة المجازر، ونتيجة الأوضاع السياسية غير المستقرة والتدهور الاقتصادي، وانتشار أعمال القتل والإرهاب وفقدان الأمان والثقة بمستقبل مختلف، وكلها نتيجة الفشل الحكومي وعدم قدرتها أو رغبتها في إنهاء هذه الأوضاع.
من هنا، فإننا في حزب أبناء النهرين نحمل الحكومات في بغداد وأربيل مسؤولية الفشل وعدم قدرتها في تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية لحماية مواطنيها العراقيين من كل الأديان والقوميات بشكل عام، والمواطنين المنتمين للأقليات بشكل خاص، باعتبارهم من الحلقات الضعيفة والمهمشة، ومن بينهم شعبنا الكلدوآشوري السرياني كأحد أقدم الشعوب الأصلية في المنطقة، لا سيما وإن العالم يحتفي في 9 آب باليوم الدولي للشعوب الأصلية، كما وأقرت الأمم المتحدة عام 2018 عاما دوليا للغات الشعوب الأصلية في كل العالم.
في هذا المجال، لا يسعنا إلا أن نستشهد بما جرى لكل الشعب العراقي نتيجة أعمال (داعش)
في 2014 وما بعدها، وخصوصا في نينوى وفي أقضية سنجار وتلعفر وسهل نينوى، فلم تكتفِ الحكومة بعدم تحملها لمسؤوليتها في حماية السكان من كل المآسي وارتكاب الإبادات، بل وفشلت وما زالت، في أن تتحمل مسؤوليتها في ضمان أبسط حقوق العائدين طواعية إلى مناطقهم، وإعمارها وتوفير أبسط الحقوق الإنسانية والخدمات الأساسية لها. وهو الفشل المنسحب أيضا في عدم تحمل حكومتي بغداد وأربيل مسؤوليتهما في حماية سيادة البلاد أمام التجاوز المتواصل من قبل دول الجوار وآخرها هو القصف التركي المتكرر على مناطق وقرى شعبنا في دهوك وأربيل.
عليه، فإننا نرى بأن المطلوب، بل ونتوجه بالدعوة إلى كل الأحزاب السياسية ومختلف الفعاليات والمؤسسات العاملة بين أبناء شعبنا والأكاديميين والناشطين المهتمين في الوطن وكل المهاجر، للعمل معا وبجدية على هذا الملف بشكل قانوني، والذي يدين الحكومات ويجعلها تتحمل مسؤوليتها، وتقديمه إلى المحاكم المختصة وذات العلاقة على الصعيد الوطني والدولي، وهي مسؤولية يتشارك فيها أيضا المجتمع الدولي.
من جهة أخرى فإن فشل الحكومات لا يتمثل فقط بعدم وضع روادع لإيقاف مجازر مماثلة وعدم تكرارها مستقبلا، لا بل إنها تتعمد في عدم السعي لمعالجة الأمر من خلال التذكير والاحتفاء بهذه المناسبات تقديرا لأرواح الضحايا، وخير مثال على ذلك ما قامت به السلطات المحلية في دهوك قبل فترة بمماطلتها في إقامة نصب للشهيد الآشوري في مدينة سميل كمشروع تقدم به حزب أبناء النهرين، وذلك بحجج واهية ما زلنا بانتظار فهمها وتنفيذ المشروع.
المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار.
المجد والخلود لشهداء الحق والحرية في كل مكان
حزب أبناء النهرين
7 آب 2019