برزت في الآونة الأخيرة وقبل أيام قليلة من إجراء انتخابات مجلس النواب العراقي 2018 بعض المعطيات والمعلومات التي تشير إلى تدخل واضح من قبل بعض الأحزاب من خارج بيتنا القومي في عملية التصويت لمرشحي الكوتا المسيحية، وعلى رأسها الحزب الديمقراطي الكردستاني.. وتحديدا في محافظة كركوك. وذلك من خلال توجيه مناصري الحزب من غير المسيحيين للتصويت لمرشح محدد في الكوتا المسيحية.
ورغم أننا كشعب.. نتحمل إلى حد ما مسؤولية واقعنا هذا.. إلا أن ذلك لا يبرر إطلاقا هكذا ممارسة كونها تمس في الصميم علاقات التآخي بين شعبينا.
ورُبّ سائل يسأل حول وجود الأدلة الملموسة لهذا التدخل وهذه العملية، وهنا نجيب: نعم.. ربما يصعب توفير أدلة ومستمسكات الإدانة القانونية المطلوبة، لكننا نتلقى يوميا تقارير من قبل الجمهور، كما بات هذا الأمر متناقلا عبر مختلف وسائل الإعلام، فضلا عن أننا سبق وأن شهدنا هكذا ممارسات في الانتخابات السابقة، وخاصة تلك التي جرت في انتخابات برلمان كردستان العراق عام 2014.
وعليه، فإننا في حزب أبناء النهرين ندين هذه الممارسات ونحتج عليها لكونها تُدلل على مدى الاستهانة بالحقوق القومية المشروعة والمكتسبة لشعبنا الكلدوآشوري السرياني، هذا الشعب الأصيل والمسالم، مستغلة في ذلك القانون الانتخابي للكوتا.. الذي يتيح لغير المسيحيين التصويت لمرشحيها. لكن التوجيه الحزبي بهذه الطريقة هي محاولة للاستيلاء على هذه المقاعد وإفراغ هذا الامتياز من محتواه الحقيقي.
عليه.. فإننا نطالب بالكف وإيقاف هذه الأساليب، والتعامل مع شعبنا كشريك حقيقي واحترام حقوقه المشروعة وعدم التلاعب بإرادته الحرة، بل تركه ليقرر بنفسه من يمثله وفق رؤيته وقراره المستقل.. حفاظا على علاقاتنا ومصالحنا المشتركة.
أخيرا.. وفي حال تحققت مخاوفنا هذه حول ما ذهبنا إليه، فإننا سوف لن نقف مكتوفي الأيدي.. لا بل سنمارس حقنا بمسؤولية في التصدي لمثل هذه التصرفات بكل الوسائل السياسية المدنية، وكل الأساليب الديمقراطية التي كفلها لنا الدستور والقانون.
المكتب الإعلامي لحزب أبناء النهرين
8 إيار 2018