لجنة الثقافة والإعلام
بدعوة من اتحاد الأندية الآشورية في هولندا، شارك وفد من الوطن ضم كل من البرلمانيين الدكتور سرود سليم عن قائمة أبناء النهرين ويعقوب كوركيس عن قائمة الرافدين، والسيد آشور سركون رئيس اللجنة الخيرية الآشورية.. في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الهولندي في دانهاخ يوم الخميس 6 تشرين الأول 2016.
وأدار الجلسة السيد تين بروكيه، وتمركزت محاور حديث الوفد حول مستقبل الأقليات في مرحلة ما بعد (داعش)، وما يترتب على المجتمع الدولي من دور لحمايتها بعيدا عن كل التشنجات المستقبلية، وكذلك الدور الإنساني المترقب للمجتمع الدولي لمساعدة الأقليات في بقائها وتطوير البنى التحتية لمناطقها بما يساعد ويعزز من بقاء هذه المكونات ويعجل من عودة الآخرين إلى ديارهم.
وأكد الدكتور سرود سليم في كلمته التى عنونها بـ (( سهل نينوى.. إداريا، أمنيا، حالة جديدة ما بعد (داعش): رؤية وطموح لمستقبل أفضل)).. أنه وبعد الذي شهدته المنطقة من كوارث ومآس لعامين إثر احتلال (داعش).. فإن المجتمع الدولي قد اتخذ بعض الخطوات المهمة لحماية الأقليات وخصوصا بعد اعترافات باعتبار ما اقترفه (داعش) بحق الأقليات جرائم قتل جماعي وتطهير عرقي. مؤكدا على أن مرحلة ما بعد (داعش) تعتبر مقلقة للمكونات وخصوصا إدارة المنطقة، وإن مخاوفنا تتركز على تكرار أخطاء الماضي والتي تسببت في جعل الأقليات الخاسر الأكبر، وإن تكرار نفس هذه الأخطاء سيقود العراق إلى خسارة أعرق مكوناته.
واسترسل الدكتور سرود سليم قائلا: إنه وبعد عام 2003 انزلق العراق إلى منعطف خطير تمثل بتراجع المفاهيم الوطنية.. وسيادة المحاصصة بين الكبار، أما الأقليات فكان نصيبها الوصاية الإدارية والأمنية، وتم إقصائها وحرمانها من المشاركة على مختلف الأصعدة.. وبضمن ذلك تركها دون أن تملك وسيلة دفاع عن نفسها، وكانت النتيجة الترحيل والتهجير والقتل الجماعي.
بعدها أكد الدكتور سرود على جملة من المطالب تلخصت بالآتي:
1. الإسراع بتحرير هذه المناطق من (داعش) وضمان عودة الأقليات إلى مناطقها التاريخية.
2. على حكومتي المركز والإقليم التعاون والتنسيق بينهما لتوفير الظروف المناسبة للأقليات وبعيدا عن أية تشنجات سياسية وعسكرية.
3. إخراج منطقة سهل نينوى من دائرة الصراع (ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها)، واعتبارها شريطا أخضر عبر تحييدها سياسيا وإداريا وعسكريا.
4. تفعيل وتنفيذ قرار مجلس الوزراء العراقي بخصوص تحويل سهل نينوى إلى محافظة.. والصادر من مجلس الوزراء بتاريخ 21 / 1 / 2014.
5. على المجتمع الدولي مساعدة المحافظة الفتية بعد تشكيلها.. خصوصا خلال المرحلة الانتقالية (5 ـ 7 سنوات بعد تأسيس المحافظة).. لتفادى أخطاء الماضي، وإيجاد الآليات اللازمة للإشراف الدولي على مناطق الأقليات، والمرحلة الانتقالية ضرورية جدا لترتيب الإجراءات اللازمة لتطبيق المادة 140 مرورا بمراحلها ابتداءً بالتطبيع ومعالجة التغيير الديموغرافي الذي شهدته المنطقة، ثم الإحصاء السكاني.. وختامها بالاستفتاء الذي سيقرر فيه سكان المنطقة مصيرهم المستقبلي.
6. تمكين الأقليات للدفاع وحماية مناطقهم وأملاكهم وعبر دمج القوات الخاصة بالمكونات بالشرطة الاتحادية والمحلية، ودعم القدرة الدفاعية للمكونات ومساعدتهم ماديا وبالأسلحة والتدريب.
7. توفير البيئة السياسية والاجتماعية اللازمة للحفاظ على السلم الأهلي ومنعا لأية أعمال انتقامية بين المكونات في سهل نينوى.
8. مساهمة المجتمع الدولي في إعادة إعمار البنى التحتية لمناطق المكونات.
9. الوقوف بوجه كل ممارسة تهدف إلى فرض سياسة الأمر الواقع على مناطق المكونات، وإعطاء الأولوية لرؤى وتطلعات المكونات بخصوص مستقبل سهل نينوى.
واختتم البرلماني الدكتور سرود سليم كلامه بالقول: إن العمر الافتراضي لـ (داعش) قد انتهى، وإن المكونات ستعود إلى مناطقها، وإن شعبنا سيكون أول العائدين، وإن أجراس كنائسنا ستدق من جديد، لكن ما يهمنا الآن هو أن تستمر أجراس كنائسنا تدق في سهل نينوى.
وقدم الدكتور سرود ورقة إلى الحضور من أعضاء البرلمان الهولندي بخصوص الحماية الدولية وآلياتها، وورقة أخرى بخصوص آليات ومقترحات إعادة الإعمار، وورقة بخصوص رؤية كيان أبناء النهرين بشأن ما يخص مستقبل سهل نينوى، أجاب بعدها أعضاء الوفد عن مجموعة من الأسئلة التي طرحها السادة الحضور.
وفي نهاية الجلسة ثمن رئيس الجلسة الكلمات والمداخلات المقدمة من قبل وفد الوطن والأوراق التي قدمت أثناء الجلسة.
هذا وكان قد حضر الجلسة أيضا السيدة عطية كومري عن اتحاد الأندية الآشورية في هولندا.. والسيد هرمز إسحاق.