بيان يوم الشهيد

تمر علينا في السابع من آب من كل عام ذكرى يوم الشهيد الآشوري، تخليدا لمذبحة سميل عام 1933 التي راح ضحيتها قرابة الخمسة آلاف إنسان أعزل بريء جلهم من الشيوخ والنساء والأطفال.. على يد الجزار بكر صدقي إبان العهد الملكي.

وفي الوقت الذي نستذكر فيه هذه الذكرى الأليمة، تمر علينا أيضا الذكرى الثالثة لتهجير شعبنا الكلدوآشوري السرياني من أرضه التاريخية في الموصل وسهل نينوى على يد عصابات (داعش) الإرهابية التي استباحت حرماته وممتلكاته، حيث ارتقت تلك الجرائم إلى الإبادة الجماعية، وفي ذات الوقت أيضا فقد مرت علينا في الثالث من هذا الشهر ذكرى تهجير واستباحة حرمات الشعب الإيزيدي الشقيق، وهكذا بالنسبة لباقي مكونات سهل نينوى من التركمان والشبك وغيرهم.

إن أحد الأسباب الرئيسية التي تقف خلف استهداف شعبنا عبر مختلف المراحل التاريخية هو عدم اعتباره شريكا حقيقيا أسوة بأبناء الوطن الواحد، حيث كان التعامل معه على الدوام بمنظور ثانوي لا أساسي، سواءً كان ذلك انطلاقا من خلال نزعة التطرف الديني.. أو القومي الشوفيني لدى الأغلبية. وطالما بقي هذا النفس وهذه النظرة هي السائدة في التعامل مع شعبنا.. فإنه سيكون دائما عرضة للاستهداف والتنكيل به.

وإن ما نراه اليوم وما نتلمسه تجاه واقع شعبنا في وطن الآباء والأجداد (بيث نهرين) خير دليل على ما ذهبنا إليه، حيث لا زال شعبنا يعاني من التهميش.. والتعامل معه من منطلق المشارك لا الشريك، وذلك لتجميل صورة الواقع السياسي أمام الرأي العام.

كما ولا زالت حقوقه الإدارية مهضومة ومنقوصة، وكذلك التجاوزات على أراضيه التاريخية لا زالت مستمرة دون توفر الإرادة الحقيقية لدى الحكومة أو السلطة لمعالجتها. وهكذا بالنسبة للتدخلات المستمرة في شؤونه لفرض الوصاية على إرادته.

وما التوجه للإقالات الأخيرة لرؤساء الوحدات الإدارية في قضاء تلكيف وناحية ألقوش.. إلا دليلا آخر نحو مصادرة إرادة شعبنا في اختيار ممثليه.

وفي هذا السياق فإننا لا ننكر البتة بأن هناك شهود زور من داخل شعبنا تساعد وتحفز الآخر كي ينظر لشعبنا بهذا المنظار، لكن هل من الإنصاف والعدالة أن يُعامل شعبنا وفق هذه الأجندات ؟!.. كونه بات يشكل أقلية في وطنه الأم (بيث نهرين).

لقد جرت العديد من المآسي والويلات على شعبنا طيلة مسيرته عبر التاريخ.. بدءا من مذابح بدر خان بك وسيفو وسميل مرورا بصورية والأنفال وكنيسة سيدة النجاة.. وصولا إلى مجازر (داعش)، لكنها لم تتمكن من محو وجوده وهويته، وإن ذلك دليل ساطع على مدى أصالة جذوره التاريخية والحضارية، وسيبقى طالما هناك من يتصدى بغية الحفاظ على هذا الوجود، وحقه في العيش الكريم على أرضه التاريخية.

تحية لشعبنا الأبي الصابر الصامد.. بمختلف مسمياته.
وتحية لأرواح شهداء شعبنا وشهداء الحرية في كل مكان.

حزب أبناء النهرين

7 آب 2017

logo-2