بيان كيان أبناء النهرين بذكرى يوم الشهيد في السابع من آب
يحتفي شعبنا في السابع من آب من كل عام بذكرى مذابح سميل التي وقعت عليه عام 1933، تخليدا لذلك الحدث الجلل الذي راح ضحيته الآلاف من أبناء شعبنا نتيجة للسياسات العنصرية الشوفينية التي مورست بحق شعبنا الكلدوآشوري من قبل الحكومات العراقية آنذاك، وبذلك فقد أضيفت حلقة مأساوية أخرى ضمن سلسلة المذابح والمجازر التي عانى منها شعبنا الكلدوآشوري السرياني عبر تاريخه الطويل الحافل بالتضحيات والمآسي، وأضحى هذا اليوم رمزا للشهيد الآشوري لمدلولاته السياسية القومية والوطنية والحيثيات والنتائج، ليكون شاخصا أمام العالم ويمثل شعبا أصيلا موغلا في التاريخ.. أنهكته الاضطهادات والمظالم.
إن مسلسل استهداف وجود شعبنا لا يزال مستمرا ولم يتوقف حتى اليوم، فبعد أن استبشر شعبنا خيرا يوم سقوط الصنم عام 2003، آملاً أن تكون المرحلة اللاحقة مرحلة إحقاق الحق والعيش بكرامة وسلام، وجد نفسه تحت وطأة دوامة من العنف طالت أركان وجوده من خلال الاستهداف المباشر بالقتل على الهوية وعمليات الخطف، وكذلك تفجير الكنائس والأديرة.. والتي كان أبرزها المجزرة التي وقعت في كنيسة سيدة النجاة عام 2010. ليأتي احتلال تنظيم (داعش) الإرهابي للموصل ومناطق سهل نينوى في حزيران 2014 فيشكل الحلقة الأبرز في معاناة واستهداف شعبنا ماديا ومعنويا، فخسر ما خسره من ضحايا بشرية وممتلكات وأراض، ومعنويا عبر تهجيره لينزح من مناطقه التاريخية إلى مصير مجهول.
إننا نرى أن المستقبل تشوبه الضبابية والغموض في ظل المعادلات السياسية التي تجري في العراق والتي، للأسف، لا وزن للعدالة والإنصاف فيها. وهنا نرى بأن المسؤولية الأخلاقية الكبرى تقع على عاتق المجتمع الدولي والدول الراعية لمستقبل العراق السياسي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية التي طالما نادت بالديمقراطية وحماية حقوق الإنسان.. أن تفي بالتزاماتها الأخلاقية، بعد احتلال العراق عام 2003.. إزاء الشعب العراقي عموما، وشعبنا كشعب أصيل.. وذلك من خلال دعم واحترام إرادته في أن يختار مصيره وشكله الجيوسياسي، لا أن يوضع تحت وصاية اللاعبين الكبار، حيث يُلمح بعض المسؤولين والدبلوماسيين لذلك بين الحين والآخر.. في إشارة إلى وضع قضية شعبنا تحت وصاية طرف من الأطراف الحاكمة في إقليم كوردستان العراق، والذي فشل في جعل شعبنا شريكا حقيقيا في العملية السياسية في الإقليم منذ عام 1991. وكذلك في حمايته في سهل نينوى وتركه ليلاقي مصيره مع (داعش) الإرهابي.
إننا في السابع من آب يوم الشهيد الكلدوآشوري السرياني، نخاطب الضمير الإنساني وكافة القوى المحلية الخيرة والعالم الحر.. وندعوهم للوقوف مع قضية شعبنا السياسية في نيل كامل حقوقه المشروعة على أرض آبائه وأجداده بيث نهرين، وذلك للحفاظ على وجوده وإيقاف هذه المأساة التي يشهدها حتى يومنا هذا، وكذلك لمنع تكرار المذابح التي تعرض لها عبر مسيرته الطويلة.
تحية لشهداء شعبنا..
تحية لشهداء الحرية والضمير في كل مكان..
كيان أبناء النهرين
7 آب 2016