بيان حزب أبناء النهرين لمناسبة يوم الشهيد الآشوري في ذكراه التسعين

تسعون عاما تمر على الذكرى الأليمة في سفر شعبنا بتاريخه الحديث في وطنه التاريخي، وتلك مذبحة سميل التي ارتكبتها بحقه الطغمة العنصرية الغاشمة الحاكمة للعراق في السابع من آب عام 1933.. وراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء الذين أضيفوا إلى كوكبة شهداء مذابح سيفو 1915، وليستمر شعبنا الآشوري في دفع ضريبة أصالة الانتماء والمطالبة بالحقوق المشروعة، لتلتحق مواكب أخرى من الشهداء بالمواكب الأولى، بدءا من صورية 1969 مرورا بعمليات الأنفال سيئة الصيت 1988 والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء شعبنا.. مع حرق عشرات القرى والأديرة والكنائس، وصولا لمأساة كنيسة سيدة النجاة 2010 ثم ضحايا صفحة الإرهاب الأسود في 2014 والتي طالت أيضا عددا من المكونات الأصيلة الأخرى وفي مقدمتها الإخوة الإيزيديين.

وإذ نحيي اليوم ذكرى هذا الحدث الأليم، لا بد أن نقف مجددا عند واقع شعبنا الآشوري في وطنه لا سيما بعد سقوط النظام الدكتاتوري 2003، فنسجل أن هذا الواقع ما يزال صعبا يشهد عوامل وممارسات تهدد شعبنا.. لا في حقوقه وحسب إنما في وجوده أيضا.

فالتلكوء والتغافل لا يزالان ديدن الحكومات المتعاقبة سواء على المستوى الاتحادي عموما أو الإقليم في مسألة إقرار حقوق شعبنا في الشراكة الحقة والحضور في مراكز صنع القرار والتمثيل الحقيقي من خلال احترام إرادته الحرة بهذا الشأن، وكذلك مسألة إيقاف عمليات الاستيلاء على أملاكه والتجاوزات على أراضيه، وغير ذلك من الملفات.

مع الإشارة أيضا إلى دور بعض الأسباب والعوامل الذاتية التي لا يجوز نكرانها في هذا الواقع المرير، ومن ذلك حالة الانقسام والتشطي التي تعيشها فعاليات شعبنا من تنظيمات سياسية وبعض المؤسسات الفاعلة وعدم ارتقاء أدائها إلى مستوى التحديات، الأمر الذي أدى بمجمله إلى إضعاف الجهد القومي، واستمرار ضياع الحقوق في ظل عدم القدرة على وضع استراتيجية وطنية وقومية واضحة بشأن واقع ومستقبل شعبنا وقضاياه. وهو ما يدعونا اليوم أن نؤكد مجددا وبحسم، على أهمية تفعيل العمل القومي المشترك وتوحيد الخطاب لمواجهة هذه التحديات، وهي دعوة نسعى مخلصين لتجسيدها على الأرض، ومن ذلك مواقفنا الإيجابية في الفترة الأخيرة في توحيد الموقف والخطاب والمطالب مع عدد من أحزاب شعبنا القومية.

إننا في حزب أبناء النهرين نرى أن الأوان لم يفـُت بعد، ولا تزال أمامنا فرصة للتقويم والعمل المثمر ابتداءً من ترتيب بيتنا الداخلي أولا، ومن ثم مطالبة أصحاب القرار في الحكومتين والقوى الكبرى الفاعلة من شركاء الوطن.. بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في التعامل السليم مع قضايا وحقوق شعبنا، وإقرار هذه الحقوق وتوفير الأجواء الإيجابية كي يشعر أبناء شعبنا بأنهم بالفعل مكون أصيل مساهم في كتابة تاريخ وبناء حضارة هذا الوطن، ما يجعله مستحقا أن يشارك بفاعلية في بناء حاضره والعمل على ضمان مستقبله، ومن ذلك المشاركة الإيجابية لفعالياته وتنظيماته الوطنية والقومية في الاستحقاقات الدستورية المقبلة التي سيشهدها الوطن هذا العام ومطلع العام المقبل، لكي يواصل الجميع السير معا في طريق بناء وطن آمن مزدهر يسع الجميع، تعم فيه مباديء الحرية والديمقراطية وسيادة القانون وتحقيق العدل والمساواة بين أبنائه جميعا.

في الختام.. إننا إذ نستعيد هذه الذكرى الأليمة.. لا يسعنا إلا أن نتقدم مجددا بتحية إجلال وإكبار لجميع شهداء شعبنا الذي بذلوا أغلى ما يملكون من أجل الكرامة والقضية والحقوق المشروعة.

المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار.

المجد والخلود لشهداء الحرية والحق في كل مكان.

حزب أبناء النهرين

7 آب 2023