سبعة وثمانون عاما تمر على المذبحة التي تعرض لها شعبنا الكلدوآشوري السرياني في السابع من آب عام 1933 في مدينة سميل، ليتم تخليد هذا الحدث الجلل يوما للشهيد الآشوري، كشاخص مأساوي لهذه الجريمة التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء. ولتضاف إلى عدد آخر سبقها ولحقها من جرائم ومذابح، في حقب زمنية مختلفة، وفي ظل حكومات عنصرية دكتاتورية زادت سياساتها الشوفينية من معاناة شعبنا، ولتتزامن ذكرى مأساه سميل منذ عام 2014 مع محطة أخرى من محطات القهر والاضطهاد التي تعرض لها شعبنا في وطنه، وكذلك الشعب الإيزيدي، وتلك هي جريمة تهجير أبناء هذين المكونين الأصيلين من أراضيهم التاريخية في الموصل وسهل نينوى والخابور وسنجار، عقب احتلالها من قبل عصابات (داعش) الإرهابية، وما اقترفته هذه العصابات من جرائم بلغت مستوى الإبادة الجماعية بحق الإنسان والمقدسات والممتلكات والآثار وكل ما يمت للحضارة والمدنية بصلة.واليوم.. وإذ نستذكر هذه المناسبة الأليمة، لا بد لنا من إلقاء نظرة فاحصة على واقع شعبنا الكلدوآشوري السرياني في وطنه بيث نهرين العراق بعد سقوط الدكتاتورية المستبدة عام 2003، حيث نرى أنه ما زال واقعا مريرا أضحت التحديات فيه تهدد ليس حقوقه فحسب.. بل وجوده أيضا، وبسبب عوامل عديدة يأتي الإرهاب في مقدمتها ومن ثم العامل الاقتصادي، فضلا عن عوامل أخرى يتسبب بها الفرقاء في الوطن عن قصد وإصرار ومن ذلك استمرار عملية التجاوزات على أراضيه، وكذلك التهميش والإقصاء وغياب الشراكة الحقيقية ومصادرة إرادته الحرة في انتخاب ممثليه الحقيقيين في المؤسسة التشريعية وباقي المؤسسات السياسية والإدارية، وذلك من خلال الاستحواذ على قانون الكوتا الانتخابي وإفراغه من مضمونه سواء في بغداد أو أربيل. هذا دون أن نغفل أن حالة الشتت والانقسام التي تعيشها تنظيمات شعبنا السياسية وبعض مؤسساته الفاعلة كانت سببا مضافا لما وصل إليه واقع الحال، الأمر الذي يحتم علينا أن نكرر الدعوة لتفعيل العمل القومي المشترك وبخطاب موحد قدر الإمكان تجاه كل التحديات التي تواجه شعبنا.لذا فإننا في حزب أبناء النهرين نرى إن إعادة ترميم أسس بيتنا الداخلي، يرافقه تحمّل حكومتا بغداد وأربيل لمسؤوليتهما الأخلاقية والقانونية في التصدي للتحديات التي تواجه شعبنا وباقي المكونات المحسوبة كأقلية قومية أو دينية، والسعي الجاد والحقيقي لمعالجة الصعاب والمعوقات والانتهاكات التي تواجهه، سيكون عاملا أساسيا مهما في تعاطي شعبنا وتنظيماته وفعالياته مع استحقاق ديمقراطي هام قادم وهو الانتخابات التشريعية العامة التي يُفترض أن يشهدها العراق نحو منتصف العام المقبل 2021، ويُفترض أن تشمل الإقليم أيضا، والتي ستكون مفصلية بالنسبة لواقع شعبنا وقضيته وحقوقه. حيث أن التصدي لهذه التحديات ومعالجة الانتهاكات، ومنها بالضرورة تعديل قانون انتخابات الكوتا الخاصة بشعبنا والذي ندعو جميع تنظيمات شعبنا القومية والدينية للمطالبة به بجدية.. سيكون معيارا حقيقيا لمصداقية أصحاب القرار وحرصهم على تجسيد ما ينادون به من شعارات الديمقراطية والحرية والشراكة الحقيقية وتقبل الرأي الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات.ختاما.. إننا إذ نستعيد هذه الذكرى المأساوية.. لا يسعنا إلا أن نتقدم بتحية الإجلال والإكبار لجميع شهداء شعبنا الذي بذلوا أغلى ما يملكون من أجل الهوية والقضية والحقوق المشروعة، وقد رسمت دمائهم الزكية الطريق لمن قرروا السير فيه على ذات النهج والمبدأ. المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار.المجد والخلود لشهداء الحرية والحق في كل مكان.
حزب أبناء النهرين
7 آب 2020