يحل علينا الأول من نيسان لنحتفي به عيدا وطنيا وقوميا، عيدٌ لسنة بابلية آشورية جديدة، والاحتفاء بـ 6769 عاما من التاريخ المشرق والتواصل الحضاري وإبداع الكتابة وإنجازات أخرى عديدة في وطن الآباء والأجداد بيث نهرين، والتي ساهمت كثيرا في السير الحثيث بعجلة التطور الإنساني.
ولكن.. من المؤلم أن يتجدد نيسان، وهو رمز لتجدد الحياة والأمل، بينما أوضاع الوطن والمواطن العراقي لم تزل مأساوية، وتشهد تراجعا دون تقدم، نتيجة الفشل الحكومي وعلى مختلف مستوياته وأصعدته.. السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومؤلم أيضا أن يمتزج احتفالنا بهذه المناسبة في هذا العام بالألم والأسى على الضحايا الأبرياء لحادث غرق عبارة الموصل، والذي ما هو إلا صورة لهذا التراجع المستمر والمعبر عن غياب الحكومة وفشلها، ناهيك عن الآلاف ممن عادوا ويعودون الى أماكن سكناهم الأصلية، والآلاف الذين يستمرون في مناطق هجراهم القسرية، حتى مع زوال داعش (وإن عسكريا وظاهريا)، فإن الخدمات الأساسية ومقومات العيش الكريم بالنسبة لهم ما زالت مفقودة وغير واضحة.
وعلى الصعيد القومي.. وإذ نحتفل بهذه المناسبة التاريخية العطرة، ينبغي أن يستدركنا الحرص القومي إلى الواقع المرير الذي يمر على شعبنا الكلدوآشوري السرياني، وإلى المظالم التي يعاني منها في الوطن ولعدة أسباب منها الفشل الذريع الذي منيت به حكومتَي بغداد وأربيل بجعله شريكا حقيقيا في بلده الأم بيث نهرين. ولعل اغتصاب أراضي شعبنا والتجاوز عليها في دهوك وأربيل أسطع دليل على ذلك، وتركها دون حلول منذ أكثر من 25 عاما، فضلا عن الاستحواذ على ممتلكاته في سهل نينوى وبغداد وبطرق وأساليب ملتوية لا أخلاقية.
وهكذا أيضا بالنسبة لسلب إرادة شعبنا في الانتخابات الوطنية الأخيرة، وفي الإقليم من قبل أطراف شيعية والحزب الديمقراطي الكوردستاني. والحال ذاته في تزييف تاريخنا الآشوري وتشويهه وسرقة إرثنا التاريخي وتنسيبه إلى الآخر، وغيرها العديد من الانتهاكات التي بات يعيشها شعبنا الكلدوآشوري السرياني كل يوم.
دون أن نغفل أن العامل الذاتي الداخلي يلعب دورا نتيجة التشتت وفشل التوافق وإن على مشتركات عامة كقاعدة للعمل القومي المشترك.
عليه، فنحن في حزب أبناء النهرين نتطلع أن يكون الأول من نيسان وباقي مناسباتنا القومية حافزا وجدانيا لرفض هذا الواقع المرير والتصدي له وليس فقط الاكتفاء بالاحتفال به.. بل بتحويله إلى فعاليات هادفة للاستنكار وشجب سياسات فرض الأمر الواقع على شعبنا من قبل الأحزاب السلطوية المتنفذة في بغداد وأربيل.
ختاما.. وبالرغم من كل ذلك، من المهم أن يبقى الأول من نيسان، رمزا للأمل واستمرار العمل لأجل غد آخر مختلف. وفخر الانتماء لحضارة يمتد تاريخها لـ 6769 يكفينا ليمدنا بقوة مضاعفة لأجل الحفاظ على هذا الإرث والوجود والعمل لتغيير ما يمكن تغييره.
سنة بابلية آشورية مباركة على الجميع
6769 باقة ورد معطرة لأبناء شعبنا في كل مكان
حزب أبناء النهرين
31 آذار 2019