بيان حزب أبناء النهرين لمناسبة عيد أكيتو رأس السنة الآشورية الجديدة 6772

عامٌ آخر جديد يحل علينا ليُضاف إلى تاريخ مجيد نعتز بأننا أحفاد وورثة من صنعوه، فبنوا وأسسوا حضارة عريقة كانت الأولى والمتقدمة بإنجازاتها التي أغنت البشرية كلها وساهمت في تطورها المطرد.ومع حلول هذا العام الجديد يُطل علينا العيد الوطني والقومي الكبير، عيد رأس السنة الآشورية الجديدة 6772 وهو يحمل تباشير قدوم الربيع، وخصوبة الأرض والتجدد في الحياة، كمعنى آخر من معانيه ورمز من رموزه، إلى جانب ما يعكسه من التاريخ المشرق والحضارة العريقة.

إننا في حزب أبناء النهرين، وفي الوقت الذي نتقدم فيه إلى أبناء شعبنا الآشوري في الوطن وكل بلدان الاغتراب، وإلى عموم أبناء شعبنا العراقي الكريم بأجمل التهاني وأزكى التبركات بهذه المناسبة العطرة، آملين أن يحفل العام الجديد بالخير والبركة للجميع:

لا بد لنا أن نتوقف أيضا عند واقع شعبنا الآشوري اليوم في بلده وعلى أرض آبائه وأجداده أرض ما بين النهرين، ضمن الواقع العام للشعب العراقي الأبي.

فبعد أن استبشر العراقيون خيرا بالتغيير الجذري الذي شهده البلد قبل نحو عقدين من الزمان بزوال نظام دكتاتوري شمولي، آملين بعراق جديد يحتض كل أبنائه تحت خيمة واحدة كبيرة وحياة كريمة تؤطرها مفاهيم الديمقراطية والحرية وقيم المساواة والعدل والعمل على بناء وطن مزدهر، فقد خابت آمالهم هذه بما أنتجه هذا التغيير من عملية سياسية عرجاء قامت على أسس غير سليمة أبرزها المحاصصة الطائفية والحزبية وما ترتب على ذلك من استشراء الفساد في مفاصل الدولة وضياع الحقوق وغياب الخدمات فضلا عن الاضطرابات السياسية والأمنية في بعض المراحل، ما أدى بالشعب وفي مقدمته شريحة الشباب للانتفاض على هذا الواقع المرير بثورة جماهيرية كبيرة انطلقت تظاهراتها الواسعة في بغداد ثم مختلف المحافظات الأخرى مطلع تشرين عام 2019 للمطالبة باستعادة الوطن وإعادة بنائه على الأسس السليمة التي أرادها الشعب الذي قدم الدماء الزكية مجددا بوجبة جديدة من الشهداء الأبرار والجرحى الأبطال في هذه الانتفاضة التي أتت ببعض الثمار على هذا المسار ومنها الانتخابات النيابية المبكرة في تشرين الأول 2021. لكن المشهد العام ظل قاتما إلى حد كبير، وصولا إلى يومنا هذا، بدليل إننا اليوم وبعد مرور ستة أشهر من تلك الانتخابات ولا زال الفرقاء لم يتوصلوا إلى تسمية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ومن ثم تشكيل الحكومة.. ضاربين عرض الحائط كل الاستحقاقات الدستورية.

وانطلاقا من هذه الرؤية، وإلى جانب ما يستحقه شعبنا الآشوري كمكون أصيل إلى جانب كل مكونات الشعب العراقي الأخرى الموقرة من حقوق أخرى سياسية وإدارية وقومية وثقافية مشروعة، فإننا وبهذا المناسبة المباركة التي نحتفي بها اليوم، نطالب الحكومة العراقية ومجلس النواب بسن وتشريع قانون يقر الأول من نيسان رأس السنة الآشورية، عيدا وطنيا وعطلة رسمية لكل العراقيين. وسن وتشريع قانون آخر يقر اعتبار الآشوريين من الشعوب الأصلية في العراق.. وبما يضمن حماية وجودهم وهويتهم وأراضيهم التاريخية. ولتكن السنة الآشورية الجديدة 6772 مباركة على الجميع..وكل عام وشعبنا ووطننا بألف خير.

حزب أبناء النهرين

1 نيسان 2022