عقدت الهيئة القيادية لحزب أبناء النهرين اجتماعا استثنائيا يوم الجمعة 18 إيار 2018 في مقر أربيل للحزب، خُصص لبحث وتقييم العملية الانتخابية لمجلس النواب العراقي 2018 والتي جرت في الثاني عشر من شهر إيار الجاري، حيث ناقش الاجتماع مجموعة من المحاور ذات العلاقة بهذا الموضوع، وجرى الوقوف عندها ومناقشتها بإسهاب شديد.
وقيم الاجتماع عاليا دور جماهير حزبنا التي آزرته وساندته قبل وأثناء العملية الانتخابية.. مما أعطى حافزا كبيرا للحزب للمضي قدما ببرنامجه السياسي نحو تحقيق طموحات شعبنا مهما كانت نتائج العملية الانتخابية.
كما وثمن الاجتماع دور وفعالية مرشحي قائمة أبناء النهرين الذين جسدوا بأدائهم كل المفاهيم والصفات التي ينبغي على المرشح أن يتحلى بها.
وقيم الاجتماع أيضا جهود كل الرفاق والمؤآزرين وبمختلف الاختصاصات الإعلامية والإدارية والتنظيمية وغيرها سواءً في الوطن أو في دول المهجر على أدائهم المتميز رغم قلة الإمكانيات المتاحة من جهة.. والظروف الحياتية المعقدة ولا سيما في المهجر من جهة أخرى.
وتوقف الاجتماع أيضا عند الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ضعف إقبال ومشاركة شعبنا في المهجر في العملية الانتخابية.. والتي كانت بمجملها تتعلق بفقدان الثقة بالأداء السياسي العام إلى جانب حملات التشهير والتسقيط التي شنها البعض ضد الآخر، هذا بالإضافة إلى دور بعض رجالات الكنيسة الذين انغمسوا في العملية الانتخابية بشكل ملفت، وبما يناقض مهامهم ورسالتهم الروحية. كل تلك الأسباب وغيرها كانت قد أعطت انطباعا بأنها عملية متاجرة ليس إلا.
وناقش الاجتماع أيضا باهتمام كبير مجمل العملية الانتخابية في الوطن والمهجر، وما شابها من خروقات فاضحة وعمليات التلاعب بأصوات الناخبين بشكل عام من قبل الأحزاب المتنفذة في العملية السياسية أمام ضعف أداء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والدور الخجول للأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان والولايات المتحدة الأميركية.
أما حول انتخابات الكوتا (المسيحية) فقد كانت أشبه بعملية (السطو)، إن صح التعبير، على مقاعد الكوتا من قبل أطراف في الحشد الشعبي وذلك بدعم جهات مقربة منها وبمختلف الوسائل، وهكذا بالنسبة للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي حشد الدعم الكامل لصالح جهات مقربة منه من داخل شعبنا، وبذلك فقد تم إفراغ مفهوم الكوتا من محتواها الحقيقي الذي لأجله تم منحها للمكون. والسؤال هو: أهذا ما أنتجته مظلومية الشيعة والكرد ليتم هضم حقوق الشعب الكلدوآشوري السرياني (المسيحي) الذي كان معهم في خندق واحد أيام الحكم البائد؟!.
إن ذلك لن يثنينا عن المضي نحو التصدي لمثل هذه الممارسات والأساليب التي لا تنسجم ولا تليق بعلاقات التآخي والمصير المشترك كوننا كُنا أبناء مظلومية واحدة ولغاية الأمس القريب.
عليه.. فإننا في حزب أبناء النهرين نؤكد على موقفنا الرافض لمخرجات هذه العملية الانتخابية بالعموم، ونرفض ونستنكر الأسلوب الذي تم اتباعه في التصويت للكوتا (المسيحية) على وجه الخصوص، حيث تمت مصادرة إرادة الناخب المسيحي في وضح النهار.
وعليه نطالب المفوضية بإجراء عملية العد والفرز اليدوي لعموم محافظات العراق، كما نطالب وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة وإصرار لتغيير قانون انتخابات الكوتا وجعل التصويت محصورا بالمكون فقط وعبر صناديق اقتراع خاصة.. وذلك لحماية إرادة ناخبينا، وبخلاف ذلك فإننا سندرس كل الخيارات المتاحة إزاء هذه الانتخابات.. والقادمة أيضا، طالما ظل قانون الكوتا كما هو عليه الآن.
وإن موقفنا هذا لا يرتبط بأي شكل من الأشكال بنتيجة الانتخابات هذه، كون نضالنا ليس بالضرورة أن يرتبط بمدى حصولنا على مقعد في البرلمان هنا وهناك.. بل بالعمل على تحقيق ما يصبو إليه شعبنا في نيل حقوقه المشروعة.
أخيرا نقول: تحية لجماهير شعبنا العراقي العزيز.
تحية لجماهير شعبنا الكلدوآشوري السرياني ومؤازري حزبنا.
وما ضاع حق وراءه مُطالب.
حزب أبناء النهرين
18 إيار 2018